Saturday, July 9, 2011

الحكيم المجادل

كان يتجمع حوله اطفال قريتي .. يستمعون بشغف الي سرده للحكايات
منتظرين ختامه بكلمه حكمه اليوم .. حتي يسفقون بحراره ..
و يكتبون درس " الحكمه و الموعظه و الحسنه " علي امل ان يصبحوا حكماء في يوم من الاايام
كان اب بالنسبه لهم .. بعيونه السوداء و لحيته البيضاء .. كم انا فخور بجدي
يلجأ اليه كل من كان بمشكله .. فلا تقف امامه عقبه
حسده كثيرون .. كيف يمكن لعجوز مثله ان ينظف الشوائب من علي زجاج الدنيا
لتلمع امامه .. كحجر نزل من الجنه
و من المعروف عن اي حكيم وجود " صبي " له لا يفعل شيئ سوي الاستماع الي اقاويله
هذا كان انا .. دائما ما اجلس معه علي الجبل ليسرد لي حكايات الابطال
الي ان اعترف يوما بمشكلته التي تزيل عنه لحيه الوقار , و بسمه صفاء الذهن
و استبدلهما بنظاره المكر و الخداع السوداء
فكان كل ما يفعله .. " اختراع حكمه " فهو كان ينسج من خياله
حلول لمشاكل الناس بساعده قصص الشاطر حسن
و يصدقونه رغبةً في ازاحه الهم
اخبرته ان يفعل مع نفسه ما يفعله مع الناس ان كان يريحهم الي هذه الدرجه
و بدأ الحوار النفسي .. فكان لا يتوقف عن الحديث الي نفسه
الي ان انتهي به الامر بالجنون .. فقد سئم من جدال النفس
نسيت ان اذكركم .. فهو في الاصل مــجــادل
يجادل الناس ليقنعهم انهم لم يخطئوا
*********************************

- طب ما انت حكيم يا جدو .. يعني انت كمان مجادل و بتضحك عليا
- اكيد لا يا حبيبي .. دي حكايه حصلتلي زماان ايام ما كنت قدك .. كنت دايما اطلب قصص حكمه زيك بالضبط
- يعني كل الحكماء مجادلين يعني .. يعني لا اثق في احد بعد اليوم
- يا عم بطل لغه الكرتون ديه .. باختصار الناس كلها المجادلين و في منهم الحكماء اللي زيً
شوف انت بقي عايز تبقي صبي مين فيهم


Toka Magdy .. Finally ya gama3a