Tuesday, July 23, 2013

لا تزيديه لوعة

حبيبتي,
أتتذكرين ليلة النصف من نيسان؟ كيف لاعبت نسمات الربيع خصلات شعركِ السوداء كالليل, وتمايلت علي إستحياء, متسللة من وشاحك المزركش, معقود هو علي رأسك بغنجٍ ومُلقي علي كتفيكي في دلال, خجلا منكِ من ان تكشفي لي خصلاتكِ بصورة كاملة!

حبيبتي,
أتتذكرين حين تذمرتي من جو نيسان الربيعي؟ عن ضجرك من النسيم المعطر والازهار المتفتحة و ان كل شيء مشرق وساطع؟! .. كيف رأيتي أن كل هذا اقتحاما لخصوصيتك ولروحك الهادئة! .. لطالما كرهتي الشمس ودخولها بغير حرجٍ لتعبث بهدوء نومك؟! كيف يزعجك إرسالها لآشعاتها لتغزو شوارع حارتنا في غرور؟! .. كم عشقتي القمر وهدوئه, ونشره لضوئه دون إحداث ضجة و دون 
إزعاج احد.

حُلوتي,
الا تتذكري عشقك لتشرين وكانون؟ كيف يُهدئكِ صوت رقصات المطر علي زجاج نافذتك, كيف يُغذي النسيم المُعبق بقطرات المطر روحك وتملأها سعادة وأمل. كيف كنت تترجيني ان امشي معك بعد كل ليلةٍ ممطرة حتي تطأ قدميكِ الثري وكأنما بين النجوم مسيرُكِ.

أعترف لكِ, لن أنسي مفاجأتي و إنكساري! .. بل وقوعي أكثر في غرامِك حين طلبتي مني الا احدثكِ عن الحب, الا اتغزّل فيكِ وأسرح في عيناكي! الا أخبرك كيف يموت قلبي ناراً و حباً لكِ. عن عشقك لأشعار و أغاني الحب وخوفك منه في نفس ذات الوقت. عن انك تذوبين عشقا حين سماعك لكاظم الساهر و قرآئتك لنزار قباني, ومع ذلك تطلبين مني الا اتغزل فيكِ. ارجوكِ, لا تسلبي مني روحي بحق دين محمد, بحق كل عشقٍ كان أو سيكون, لا تزيدي قلبي لوعة.

احترم, وبكُل صدق, خوفكِ علي زوال ما بيننا. تريدين التلذذ بتلك الحركات الرقيقة والمشاعر اللطيفة. لم ولن تثقي ابدا بالحب رغم كونكِ عذراء فيه, لكنك تثقي بي اليس كذلك, حبيتي؟! أكاد أشعر بأنفاسك في عروقي, بكلماتك تسري في روحي, الا إنك لم تفني كيانك في كياني ولا في كيان اي إنسانٍ آخر! فانتِ ذائبة في عليل المطر, اخشي عليكِ وقوعك في غرام نسمات ليل عابرة!

أتفهم عدم قدرتك علي إتمام اي شيءٍ الي آخره حتي تحتفظي بذكراه جميلة في بالِك, لذلك تتركينا هائمين في خطواتنا, غير مدركين علي اي شطٍ سنرسو!  حتي انكِ إخترتي الموت شابة! اكتفيتي بلحظاتك الجميلة ولم تسمحي لخصلات الشيب تحتل سواد شعرك! اغلقتِ عيناك بعدما صورتي بهما أكثر منظرٍ تحبينه! اردتِ ان تُدفني في طين رطبِ بلا حتي وشاح! وكنت انا معكي, لحقت بكِ في نفس الليلة الممطرة!

تتراقص أرواحنا كل ليلة بعد زوال الشمس وإقتحامها بكل جُرأة لليالينا الهادئة, اصبحنا في إندماجٍ تام مع الرياح والقطرات الباردة. اسمحي لي بهذه الرقصة, اسمحي لي ان اتمايل معكِ بما تبقي من شرائط أجسادنا البالية في رحيق المطر المٌعبق بالبرودة. ولتكون الرياح شاهدةً علي غرامنا, اصبحنا في تجانسٍ تام مع عشقك للجمال.